المبحث الرابع
كتاب (مختصر المراسم العلويّة)
* المحقّق الحلّيّ واختصار الكتب :
عمد الكثير من علمائنا الأعلام إلى اختصار جملة من الكتب وتخيُّر ما ينفع الدراسين ، وأهم الأسباب الداعية إلى اختصار الكتب تضخُّم حجم الكتاب إمّا بكثرة إيراد الأسانيد التي لا يفيد منها إلاّ قلّةٌ من الخاصّة الذين لهم اعتناءٌ بهذا اللون من المعرفة ، في الوقت الذي تمثّل فيه لدى عامّة الدراسين عبئاً يستنزف أوقاتهم وعرقلةً في طريق قراءتِهم ، وإمّا بكثرة الاستطرادات التي تؤدّي إلى تشتّت الفائدة العلميّة وتحول دون إيراد المعلومات ضمن سياق منتظم.
ويقوم بذلك العلماء المختصرون إمّا من تلقاء أنفسهم تشخيصاً لمقتضى الحالة العلميّة ، وإمّا استجابةً لطلب طلاّبهم ومُريديهم وتحقيقاً لرغبة جملة من المعنيّين بالشأن العلمي الذين يكونون في الغالب من الملوك أو الوزراء أو الأعيان أو الوجهاء ، وقد جرت العادة أن يذكر العلماء المختصرون الداعىَ إلى الاختصار في أوائل مختصراتهم(١) ، والمحقّق الحلّيّ ـ مُختصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ينظر : الذريعة : ٢٠/١٧٤ـ ٢١٦ ، الأرقام ٢٤٥٦ـ ٢٦٥٨ ، وفيها جملة من مختصرات الكتب.