ويطيّر البرقيّات لجميع الدول الإسلامية ، والشعوب العربية ، مستنجداً بهم ، لتوقيف تلك الحركة المستهجنة المنفّرة للطباع والمخالفة للمدنية ، وبقى ـ عطّر الله نفسه الزكية ـ مثابراً على ذلك ، حتّى ابتلى بسبب تأثّره بداء ألمّ به(١) ، وقضى على حياته المباركة.
وفاته :
وحين ما انحرف مزاجه الشريف انحرافاً شديداً وهو آنئذ بالنجف لم ينجح علاج أطبّائها ، أوعزوا إليه بمغادرة النجف إلى بغداد بقصد المداواة وللاستشفاء ، فصمّم على الذهاب ، وبعد وصوله أقام بها أيّاماً لم تتحسّن صحّته في خلالها ، ولم يرَ فرقاً من ذلك ، بل أخذت صحّته تهبط وتتناقص يوماً فيوماً حتّى وافته المنيّة وهو في بغداد عصر الخميس٢٠ ذي الحجّة سنة (١٣٤٤هـ)(٢) ، فجذت نفسه الزكيّة واقتطفت روحه الطاهرة ، التي ذهبت إلى ربّها راضية مرضية ، فعمّ الاستياء محافل العاصمة ، والكاظمية ، وكربلاء ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أصيب الشيخ أحمد كاشف الغطاء بمرض (ذات الجنب) ولم يكن في النجف طبيب حاذق فسارت قضية مرضه على الإهمال من شوّال إلى أوائل ذي الحجّة ، لم يشف منه بعد معالجة له في بغداد أدّى إلى وفاته ، بعدها نقل إلى النجف الأشرف وأستقبل من قبل العلماء والفضلاء وعامّة الناس ودفن في مقبرتهم. ينظر : ماضي النجف وحاضرها ج٣/١٣٠ ؛ الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء واراؤه الفقهية ٢٠١٣م ، ص٣٨.
(٢) بينما ذكرت مصادر أخرى أنّ وفاته في (١٩ ذي الحجّة ١٣٤٤هـ). لمزيد من المعلومات ينظر : معجم المؤلّفين ، ٢/١٩ ، مع علماء النجف الأشرف ص٨٢.