تقدّم إماماً في العلوم مصلّياً |
|
وقل لصفوف العالمين بي ائتمّي |
تخضّبت العلياء منك بفادح |
|
أتى يافعاً والدهر في صفة العقم |
أعماله الإصلاحية :
على أثر نزول تلك الصاعقة الشديدة الكبرى ، والكارثة المهمّة العظمى ، على المدينة المنوّرة ، التي انفجر بركانها ، وتضعضع لهولها العالم الإسلامي ، وأرتجف لعظمها الوادي المقدّس ، وادي الغريّ ، حين ورود البرقيّات إلى النجف ، المنبّئة بتهديم الوهابيّين لقبور الأئمّة الطاهرين(١) ، قام شيخنا المترجم خير قيام ، وبذل كلّ ما في وسعه وما يقتضيه الواجب الديني عليه حول هذه المهمّة ، وجمع فريقاً من رجال العلم ، وأقطاب الشيعة من ذوي العقول الصائبة ، وأرباب الأفكار الناضجة ، وخطب بهم ، وحثّهم على التعاضد والتآلف ، وحرّضهم على الاتفاق والوئام ، ونبذ بذور الشقاق والنفاق ، وألزمهم بصدّ ذلك التيّار الجارف الجارح للعواطف ، وأن يبذلوا هممهم الشمّاء ، ويبسطوا أياديهم البيضاء ، وأن يواصلوا أعمالهم وحركاتهم ، ضدّ الأعمال ألتي جعلت العيون عبرى ، وأحزنت القلوب وتركتها حرّى ، وفتّت الأكباد ، وخزت الأفئدة ، ومن ذلك الحين أخذ شيخنا يواصل أعماله المشكور عليها ، في عقد المجتمعات في الجوامع ، ويرسل المنشورات ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في ٨ شوّال (١٣٤٣هـ ـ ١٩٢٥م) ، مستدرك سفينة النجاة ٦/٦٦.