وإخلاص ، ولمّا رأى شيخنا المترجم ذلك الأمر ، من تأخّر الطلاّب ، وانحطاطهم وتخاذلهم وعدم فوزهم بالنجاح والفلاح ، تقدّم إليهم وبذل همّته الشمّاء ، وجمعهم ، وأطلق لسان الرحمة ، ومديد العون ، ورفع اللواء أمامهم وسار بهم لبغداد وذلك سنة (١٣٢٨هـ) وسنة (١٣٢٩هـ)(١) بعد أن انضوى الكلّ تحت لوائه ، وبهذه المناسبة نظم أكثر الطلاّب قصائد غرّاء أثناء سفرهم وبعد مغادرتهم النجف الأشرف ، ومن بين تلك القصائد قصيدة عصماء للفاضل الشيخ محمّد رضا الشبيبي(٢) ، الشاعر الشهير ، جاء منها :
على لجج المعروف لا لجج اليمّ |
|
سرى الفلك مشحوناً بعلمك والحلم |
سرى وهضاب الموج تعلو أمامه |
|
كلّما اصطدمت شمّ المفاوز بالشُّمِّ |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) توجّه الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء إلى بغداد في سنوات (١٩١٠ ـ ١٩١١م) ، في نهاية عهد السلطان عبد الحميد الثاني وبداية حكم السلطان محمّد الخامس. ينظر : جمعية منتدى النشر ، ص٦.
(٢) محمّد رضا بن جواد بن محمّد بن شبيب ، ينتسب إلى إحدى الأسر العلمية التي كان لها دور بارز في تاريخ النجف العلمي والأدبي والسياسي ، يرجع نسب الأسرة إلى فخذ المواجد من قبيلة بني أسد المعروفة التي تسكن سوق الشيوخ والقرنة ، ولد الشبيبي (١٨٨٩م) تعهّد والده برعايته حتّى بلغ سنّ التعلّم ، أرسل إلى الكتّاب وحفظ القران الكريم ، كان لوالده الدور الكبير في تربيته وتعليمه ، وكان لرحلاته خارج البلاد أثر كبير في سعة اطّلاعه وبلورة شخصيته ، فلم يكن أديباً وعالماً بل كان سياسيّاً ناجحاً شهدت له الأحداث التاريخية التي مرّ بها العراق ، من مؤلّفاته (آداب المغاربة والأندلسيّين في أصوله المعربة ونصوصه العربية ، ديوان الشبيبي ، أصول ألفاظ اللهجة العراقية). ينظر : أعيان الشيعة ، ٩/٢٨٧ ـ ٢٩٠ ، الأعلام ٦/١٢٧ ، الاتجاهات الإصلاحية في النجف الأشرف١٩٣٢ ـ ١٩٤٥م ، ص١٣ ـ ١٤.