من حواضر العالم المهمّة لتحصل القبول ، وتتحفّز فيه للوثبة متسلّحة لذلك لما في أبنائها من نضوج فكريٍّ واستعداد طبيعيٍّ ، وبما اختصّ به تاريخها بكلا بابيه الغابر والحاضر من صفحات غرّ جديرة بأن تكون لمجد العروبة وبطولاتها باباً ... تظهر (الحيرة) آخذةً على عاتقها تمثيل هذا الدور ، دور الانعتاق والحرّية ... مستمدّة من روحانية نزيلها (الإمام القرشي) ، الناهج لأهل الضاد أوضح نهج بفصاحته وبلاغته ، ومن تاريخ المناذرة الأمجاد المملوء بالعبر والعظات ، ومن أرواح النابغة زياد وعدي بن زيد والمنخل اليشكري وأمثالهم من الشعراء العبقريّين المرفرفة بأجنحتها حول الخورنق والسدير معونة وتوفيقاً ..» (١).
عنيت المجلّة بشؤون الأدب والتاريخ والقضايا الاجتماعية ، مع الاهتمام بالتربية والتعليم ، شارك فيها عدد كبير من الأدباء ومفكّري العراق والنجف ، من أبرزهم جعفر الخليلي الذي عني بموضوعات التربية والتعليم ، كذلك شارك فيها العديد من الشعراء من أبرزهم إيليا أبو ماضي (٢) ، وكُتب فيها العديد من الموضوعات ، أبرزها تأكيد العمق التاريخي للنجف وضواحيها ، وتأكيد الواجب الوطني المتعلّق بالأنشطة السياسية والفكرية فضلا عن معالجتها لقضايا تربوية.
وتطرّقت (الحيرة) كذلك للعديد من المواضيع الفكرية كان من أبرزها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مجلّة الحيرة ، العدد الأوّل ، ٢٩ كانون الثاني ١٩٢٧م.
(٢) النجف الأشرف أدباؤها ، كتّابها ، مؤرّخوها ، ص٢٣٢.