(نهضة الأدب النجفي أو محمّد سعيد الحبّوبي) ، وقد اقترن الأدب النجفي مع المصلح الجليل محمّد سعيد الحبّوبي حامل لواء التجديد في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي والذي بحقّ عدّته (الحيرة) من نوابغ العالم العربي ، وأنّه صاحب الفضل الكبير على النجف بما تركه فيها من حبّ للأدب ، وعلى يده تلمّذت مجالس في النجف تتحرّك بقوى أدبية فيها بعض علائم الحياة ، وتتمخّض عنها مبادئ حرّة ، ثمّ أشارت في المقال ذاته إلى موشّحات السيّد الحبّوبي وملائمتها للأذواق ، وقالت عنها : «بحيث قلّما خلا مهرجان في العراق ومصر من أنشودة تكون ملهاة القوم يصفّقون لها كأنّهم يشهدون لها بذلك بمقدار تأثّرهم فيها وانطباعها على مشاعرهم» (١) ، وكان المقال بقلم محمّد مهدي الجواهري.
كما أكّدت المجلّة على دور النجف في نهضة العراق الحديث مشيرة إلى أنّ دورها لا يقلّ أهمّية عن مدن العراق والعالم الإسلامي ، لاسيّما أنّ عوامل النهوض متجسّدة في المدينة في عمقها التاريخي الأصيل ، وفيها روّاد نهضويّون مفكّرون ، ممّا يوفّر لها فرص ممارسة جهد فكري وسياسي من أجل حرّية البلاد وانعتاقها من سيطرة المستعمر ، وتصدّت المجلّة إلى الموضوعات التي تناولت التاريخ المحلّي للنجف (٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مجلّة الحيرة ، العدد الأوّل ، ٢٩ كانون الثاني ١٩٢٧م.
(٢) الحياة الاجتماعية في النجف الأشرف١٩١٤ ـ ١٩٣٢م ، ص٦٤.