عبد المنعم الفرطوسي (١) :
مدينة النجف الغرّاء يا أفقاً |
|
يوحى ويا تربة تحيى بما خصبا |
كم احتضنت وكم خرّجت نابغة |
|
فذّاً وشيخاً على أسفاره حدبا |
فأنت مدرسة للعلم جامعة |
|
تقري العقول وترويها بما عذبا |
يتبيّن من ذلك أنّ مدينة النجف طبعت منذ نشأتها بطابع القدسية والاحترام ، كونها تضمّ مرقد الأمام عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام ، فضلاً عن جامعتها الإسلامية الكبرى ، وكان لتلك المنزلة الدينية العلمية أثر في انتقال النتاج الفكري إليها من مختلف المدن العراقية وغير العراقية ، الأمر الذي أوجد في النجف حركة فكرية تمتاز عن غيرها من كبريات المدن العراقية. ورافق انتقال النتاج الفكري إلى النجف هجرة بشرية ، هاجر إليها طلبة العلم من مختلف الأقطار العربية وغير العربية ، وقد استحقّت النجف أن تدعى بمدينة الوافدين الذين كان لثقافاتهم التي امتزجت بثقافة المجتمع النجفي أثر في الانفتاح الفكري لفئة معيّنة من هذا المجتمع المحافظ (٢).
وأنّ من يعرف حقيقة الحركة الفكرية في النجف قبل هذا ويقارنها بحركة اليوم يدرك ولا شكّ الجهود التي يبذلها كبار رجال الأدب الناهضين في إيصال مدينتهم المقدّسة إلى هذه الدرجة العليا من الرقيّ والمدنيّة أسوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ديوان الفرطوسي ٢/١٦١.
(٢) أثر المجدّدين في الحياة السياسية والثقافية في النجف الأشرف١٩٤٥ ـ ١٩٦٣م ، ص٣٧.