ببقيّة المراكز العلمية المهمّة في الأقطار العربية ، على أنّنا لا نريد من النجفيّين أن يكتفوا بنهضتهم نظراً لما نعهده فيهم من النضوج الفكري والاستعداد الطبيعي وسموّ المدارك والروح الأدبية المتأصّلة في نفوسهم العربية ، جعل النجف مركزاً خطيراً للآداب العربية (١).
ثانياً ـ تاريخ الصحافة في النجف الأشرف :
تميّزت مدينة النجف الأشرف بإصدار العديد من المجلاّت والصحف ، منذ العقد الأوّل من القرن العشرين الميلادي ، وتطوّع لذلك العمل العديد من أبنائها ، وأصدروا عدّة صحف ومجلاّت ، فتكوّنت لذلك قناة من قنوات الثقافة النجفية لإيصال أنوارها الساطعة إلى مختلف أنحاء العالم (٢) ، ووصل عدد الصحف حوالي خمسة آلاف نسخة يوميّاً ، وكان ذلك نتيجة لازدياد عدد المتعلّمين وتوفّر وسائل الاتّصال التي ساعدت على نقل الأفكار في المجالات الأدبية والفكرية ، ومن المجلاّت التي دخلت النجف الأشرف هي مجلّة (العرفان) الصيداويّة ، وقد نشرت مقالات تطرّقت من خلالها إلى مقتضيات التطوّر والإصلاح ، منها تطوير أسلوب التعليم داخل البلاد ، فبيّنت أنّ مقدار رقيّ كلّ أمّة وتقدّمها يقاس بمقدار تطوّر التعليم ، إذ أنّ منزلة التعليم في الأمّة منزلة الدماغ من الإنسان ، وأنّ الأمّة الراقية تمتاز عن الجاهلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الحركة الفكرية ، ٣/١٠٠.
(٢) التيّارات الفكرية والسياسية في النجف ، ص٤٨.