النجف الأشرف ، إذ لاتوجد دراسة سابقة ولا لاحقة تناولت بهذا التفصيل حياة الشيخ ، وإن كانت وريقات لكنّما ضمّت بين دفّتيها كثيراً من المعلومات التي انفرد بها دون غيرها ، وإن كان هناك بعض التراجم المتناثرة لحياة الشيخ في بعض المصادر الرجالية وكتب الفهارس ، لكنّها تجاهلت كثيراً من مفردات حياته ، ممّا يضع أمامنا عدّة مؤشّرات وعلامات استفهام حول الأسباب التي جعلت الباحثين لم يطنبوا بدراسة مفصّلة وعميقة عن أدوار حياته ؛ مع العلم أنّها كانت غنيّة ومعطاءة خلال سنوات كان فيها للشيخ أدوار متعدّدة ليس فحسب على صعيد العلم والفكر ، بل في خضمّ التقلّبات السياسية وآثارها التي ترتّبت فيما بعد ليس على العراق فحسب ، بل وعلى محيط الأمّة الإسلامية والعربية ، ورسم خارطة جديدة للمنطقة كانت عنواناً بارزاً لسياسة التقسيم والتجزّي التي انتهجته الدول الاستعمارية ، فقد كان له الدور السبق مع أستاذه السيّد اليزدي ونجله السيّد محمّد في مقارعة الغزو البريطاني للعراق ورفع راية الجهاد من أجل مناهضة المحتلّ.
والأهمّ من هذا وذاك أنّ الشيخ كاشف الغطاء نال المرجعية العليا المطلقة بعد وفاة أستاذه السيّد كاظم اليزدي ، وإن لم تستمرّ عاماً واحداً ، إلاّ أنّ هذا الأمر يعطيه خصوصية أخرى تجعله مجال الاهتمام من الباحثين والدارسين لتاريخ هذه المدينة وعلمائها.
ومهما يكن من أمر تعدّ هذه المخطوطة من المخطوطات المهمّة التي تمتلكها خزانة آل كاشف الغطاء (مكتبة الإمام الشيخ محمّد الحسين كاشف