لشطر كبير من تراثنا العربي والإسلامي سيّما المتمثّل منه بعلوم الفقه ، والأصول ، والحديث ، والفلسفة ، مضافاً إلى التراث الأدبي العام والثقافي الشامل.
إذ أنجبت العديد من العلماء والأدباء والمفكّرين والمشايخ ، وما تميّزت به من مكانة فكرية وثقافية ، وينبوعاً ينتهل منه القاصي والداني من خلال الهجرة إليها ، والتلمذة على منبرها ، والنهل من علومها ومعارفها ، كانت ولازالت قبلة العالم الإسلامي على مختلف مشاربهم الفكرية والمذهبية.
ولم يقف دورها عند العلوم الدينية والحوزوية فحسب ، بل كانت لها الريادة الثقافية في مواكبة روح العصر والتطوّر في مختلف الميادين المعرفيّة من أجل إيصال الكلمة وإبراز الدور المهمّ الذي تضطلعه هذه المدينة ، إذ أخذت تعبّر عن آرائها وأفكارها عبر الصحف والمجلاّت عبر كتّابها ومثقّفيها على مختلف مستوياتهم ومشاربهم الفكرية.
ومن ثمّ أخذت على عاتقها جمع كلمة الأمّة الإسلامية بعدما تعرّضت الأمّة إلى التمزّق والتشرذم في كيانات ودول محكومة من قبل المستعمر ، لذا تصاعدت أصواتها المعبّرة عن الحرّية والاستقلال عبر منتدياتها وجمعيّاتها ، والانفتاح الفكري على جميع المذاهب والثقافات من خلال ما امتلكته من أسس علمية وحسّ عميق بضرورة الوحدة الإسلامية.
من هنا كان اختيارنا لهذه المخطوطة التي سلّطت الضوء على إحدى الشخصيّات المؤثّرة داخل البيئة النجفيّة ألا وهو المرجع الدينيّ الكبير (الشيخ