المسيّب مائة فارس مع أبي جويرية بن الأحمر ، ومائة وعشرين مع عبد الله بن عوف ، ومثلها مع حنش بن ربيعة الكناني وهو ممّن روى عن أمير المؤمنين عليهالسلام (١) ، وبقي هو في مائة ، وطلب منهم أن يأتوه بأوّل من يلتقونه كي يعرف أخبار جيش بن زياد ؛ قال حميد بن مسلم : فلقينا أعرابيّاً يقول :
يا مال لا تعجل إلى صحبي |
|
واسرح فإنّك آمن السرب |
فتفاءل القوم واستبشروا وسألوه ، فأخبرهم أنّ أدنى عساكر بن زياد منهم هو عسكر ابن ذي الكلاع ، لا يبعد عنهم أكثر من ميل ، فهرع أصحاب المسيّب إليهم وهم غارون فقَتلوا وجَرحوا وترك ابن ذي الكلاع والناجون من أصحابه عسكرهم وفرُّوا هاربين ، فأخذ المسيّب وأصحابه ما خفّ حمله من ذلك العسكر ، وعادوا إلى معسكرهم.
وحين تواقف الطرفان في صبيحة يوم المعركة الأوّل أملى كلّ طرف شروطه على الآخر ، وكانت شروط التوّابين تسليم ابن زياد ، وخلع عبد الملك ومبايعة الرضا من آل البيت عليهمالسلام ، قال حميد بن مسلم ، وكان من رجالها الفرسان : «جاء حصين بن نمير مسرعاً فنزل في اثني عشر ألفاً ، فخرجنا إليهم يوم الأربعاء لثمان بقين من جمادى الأولى ... فحملت ميمنتنا على ميسرتهم ، وهزمتهم ، وحملت ميسرتنا على ميمنتهم ، وحمل سليمان في القلب على جماعتهم ، حتّى اضطررناهم إلى عسكرهم ، فمازال الظفر لنا عليهم حتّى حجز بيننا وبينهم الليل ... فلمّا كان الغد صبّحهم ابن ذي الكلاع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ترجمته في كتابنا الثوية بقيع لكوفة ١/٢٤٠.