الرهيبة التي راح ضحيّتها أبو عبد الله الحسين عليهالسلام وصحبه الكرام البررة رضوان الله عليهم ، فالتحق من بعد بمعسكر التوّابين ، وروى جميع أخبارهم ، ثمّ روى أخبار معركة عين الوردة التي قدّر له أن يشارك في قيادة بعض فصائلها ، وكتبت له النجاة.
ويبدو أنّه كان مع الرعيل الأوّل منهم ، فقد ذكر أنّ مائة من وجوه الشيعة وفرسانهم حضروا اجتماعاً في بيت سليمان بسرية تامّة(١) خوفاً من طغمة يزيد التي كانت تحكم الكوفة بالحديد والنار ، ومثَّل ذلك الاجتماع بداية التخطيط لثورتهم.
وبعد هلاك يزيد ومبايعة غالبية الكوفيّين لعبد الله بن الزبير كان الصحابي سليمان بن صرد ورفاعة بن شدّاد والمسيّب بن نجبة وعبد الله بن سعد بن نفيل وعبد الله بن وأل وغيرهم ممّن تخلّف عن بيعته ، وباقتراح رفاعة تولّى الصحابي سليمان بن الصرد قيادة جيش التوّابين ، وقد بايعه نحو ستّة عشر ألفاً على الثأر وإعادة الحقّ إلى نصابه أو الشهادة ؛ إلاّ أنّ من التحق به يوم قرّر الخروج لا يتجاوزون الأربعة آلاف بكثير.
وبعد وصول جيش التوّابين إلى عين الحلوة بعث سليمان المسيّب طليعة في أربعمائة فارس ، وطلب منه شنّ الغارة على أوّل عسكر عبيد الله بن زياد ، وكان في خيل المسيّب حميد بن مسلم ، قال : فسرنا يوماً وليلة ، وهو منّا عند الفجر بمقدار ما أكلت دوابّنا علفها ، ثمّ صلّينا الصبح ، ثمّ بعث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري ٤/٤٢٨ ، وينظر أيضاً جمهرة أنساب العرب ٥٨.