بصفّين ، فقال حينما سمع خطبة ابن زياد : «يا بن مرجانة إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك والذي ولاّك وأبوه ، يا ابن مرجانة أتقتلون أبناء النبيّين وتتكلّمون بكلام الصدّيقين» ، فلمّا وثبت الجلاوزة لأخذه وثب إليه فتية من قومه فاستنقذوه ، فأرسل ابن زياد جلاوزته من ورائه وقتله(١).
وقد ذكر الشيخ الطوسي حميداً بن مسلم الكوفي مع أصحاب عليّ بن الحسين عليهالسلام (٢) من دون تعليق أو إضافة ، وما كان الشيخ يذكره لولا موقفه النبيل في إنقاذه من شمر بن ذي الجوشن وجلاوزته ، وذكره السيّد الخوئي مع أصحابه أيضاً نقلاً عن الشيخ الطوسي(٣) ، ومن دون إضافة أو تعليق.
وممّا روي عنه عن حنظلة بن سفيان عن شهر بن حوشب أنّ الخليفة عمر لمّا دوّن الدواوين بدأ بالحسنين عليهما السلام فقبّلهما وأجلسهما على حجره وحثا في حجرهما حتّى ملأهما ، فاعترض ولده عبد الله وقال : قدّمتهما عليّ ولي صحبة ، وليس لهما صحبة ، ولي هجرة وليس لهما ، فقال : أسكت لا أمّ لك. أبوهما خير من أبيك ، وأمّهما خيرٌ من أمّك(٤).
مع التوّابين في ثورتهم :
لاشكّ في أنّ الندم ركب حميداً بعدما رأى بأمّ عينه تلك المجزرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري ٤/٣٥٠ ، وترجمته في كتابنا الثوية بقيع الكوفة ٢/١٢٠ ـ ١٢١.
(٢) رجال الطوسي ١١٢/٨.
(٣) معجم رجال الحديث ٧/٣١٢ برقم ٤٠٩٩.
(٤) المسترشد ٢٨٤.