من حوار أغضب ابن زياد فأمر بقتله ، وما فعلته عقيلة بني هاشم عليها السلام حين طلبت منه أن يأمر بقتلها قبله ، كما روى الحوار الذي دار بينها عليها السلام وبينه حين أذن للناس(١).
وروي عنه موقف زيد بن أرقم من عبيد الله بن زياد حينما رآه يقرع ثنايا أبي عبد الله عليهالسلام بقضيبه ، إذ قال له : «أعل بهذا القضيب عن هاتين الشفتين ، فوالذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على هاتين الشفتين يقبّلهما ، ثمّ انفضح الشيخ يبكي ، فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك ، فوالله لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك ، فقام وخرج ، فسمعت الناس يقولون : والله لقد قال زيد بن أرقم قولاً لو سمعه ابن زياد لقتله : فقلت : ما الذي قال؟ قال مرّ بنا وهو يقول : أنتم يا معاشر العرب عبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة ، وأمّرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم ، ويستعبد أشراركم ، فبعداً لمن يرضى بالذلّ والعار»(٢).
وروى أيضاً موقف عبد الله بن عفيف الأزدي رضوان الله عليه حينما خطب ابن زياد في مسجد الكوفة ، وحمد الله على نصر يزيد لعنة الله عليه بقتل ريحانة رسول الله أبي عبد الله الحسين واتّهمه بالكذب ، واتّهم أباه عليهما السلام ، وكان ابن عفيف قد فقد عيناً في معركة الجمل وأخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري ٤/٣٠٥ ، وتجارب الأمم ٨١ ، ومثير الأحزان ٧٠ ، والبداية والنهاية ٨/٢١٠.
(٢) تاريخ الطبري ٤/٣٤٩ ، وعمدة القارئ ١٦/٢٤١.