عنّي بمقالتك شرّاً»(١). على أنّه عليهالسلام لم يكن صبيّاً آنذاك فقد جاوز العشرين ، ولكن شدّة مرضه هي التي منعته من القتال ، وكأنّ الله سبحانه وتعالى أبقاه لحفظ رسالته ، والإبقاء على أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
وممّا رواه أيضاً رؤيته امرأة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في جيش عمر بن سعد فلمّا رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليهالسلام وفسطاطهنّ ، وهم يسلبوهنّ أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط ، وقالت : يا آل بكر بن وائل أتُسلب بنات رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، لا حكم إلاّ لله ، يا لثارات رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فأخذها زوجها وردّها إلى رحله(٢).
وذكر ابن الأثير أنّ عمر بن سعد : «لما قتل الحسين أرسل رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد مع خَوَلي بن يزيد ، وحميد بن مسلم الأزدي) ، وهي رواية لم أقف على من يؤيّدها ، بل إنّ مجريات الأحداث تدفعها ، والذي روي أنّ ابن سعد طلب من حميد أن يبشّر عائلته بما فتح الله عليه(٣) ، فبئس الفتح الذي سوّد وجه الجيش وقائده ، أمّا الذي حمل الرؤوس الشريفة فهو شمر بن ذي الجوشن ، وقيس بن الأشعث ، وعمرو بن الحجّاج ، وعروة بن قيس ؛ وهو الصحيح.
روى حميد أيضاً سؤال ابن زياد زين العابدين عليهالسلام عن اسمه ، وما دار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري ٤/٣٤٧ ، ومقتل الحسين ٢٠١ ، وبحار الأنوار ٤٥/٦١ ، ومعالم الفتن ٢/٣٠٠.
(٢) اللهوف في قتلى الطفوف ٧٧.
(٣) البداية والنهاية ٨/٢٠٧.