عباد الله أسخط عليكم لقتله منِّي ؛ وأيم الله إنّي لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم ، ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون ، أما والله أن لو قتلتموني لقد ألقى الله بأسكم بينكم ، وسفك دمائكم ، ثمّ لا يرضى لكم حتّى يضاعف لكم العذاب الأليم»(١).
وروى أيضاً دعاء أبي عبد الله عليهالسلام في ساعته الأخيرة قبل استشهاده ، قال : «سمعت الحسين يومئذ يقول : اللهمّ أمسك عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض ، اللهمّ فإن متّعتهم إلى حين ففرّقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض عنهم الولاة أبدا ، فإنّهم دعونا لينصرونا ، فعدوا علينا ليقتلونا ..»(٢).
وروى أيضاً الصورة المروّعة لاستشهاده عليهالسلام ، فقال : «والله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه عليهالسلام ، إن كانت الرجالة لتشدّ عليه فتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب ، فلمّا رأى ذلك شمر بن ذي الجوشن استعدى الفرسان فصاروا في ظهور الرجّالة ، وأمر الرماة أن يرموه ، فرشقوه بالسهام حتّى صار كالقنفذ فأحجم عنهم ، فوقفوا بإزائه ، وخرجت أخته زينب إلى باب الفسطاط ، فنادت عمر بن سعد بن أبي وقّاص : ويحك يا عمر! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ فلم يجبها عمر بشيء. فنادت : ويحكم أما فيكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري ٤/٣٤٥ ، والبداية والنهاية ٨/٢٠٤.
(٢) تاريخ الطبري ٤/٣٤٤.