عليهما السلام ، وإنّ الحسين حين استشهد ولده عليّ قال سماع أذني : «قتل الله قوماً قتلوك يا بنيّ ما أجرأهم على الله ، وعلى انتهاك حرمة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ثمّ قال : على الدنيا بعدك العفا ؛ قال حميد : وكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس طالعة تنادي : يا حبيباه يا ابن أخاه فسألت عنها ، فقالوا : هذه زينب بنت عليِّ بن أبي طالب ، ثمّ جاءت حتّى انكبّت عليه ، فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلى الفسطاط ، وأقبل إلى ابنه وأقبل فتيانه إليه ، فقال : احملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه»(١).
تحدّث حميد أيضاً عن إحدى حملات أبي الفضل العبّاس عليهالسلام في رفقة ثلة من أصحاب الحسين عليهالسلام ، واستطاعتهم كشف جيش ابن سعد عن شريعة الماء وملئهم قِرَبَهُم وعودتهم بها(٢).
وذكر أيضاً أنّه «لمّا بقي الحسين في ثلاثة رهط أو أربعة دعا بسراويل محقّقة يلمع فيه البصر يمانيٌّ محقّق ، ففزره ، ونكثه لكي لا يسلبه ، فقال له بعض أصحابه : لو لبست تحته تبّاناً ، قال : ذلك ثوب مذلّة ، ولا ينبغي لي أن ألبسه. قال : فلمّا قتل أقبل بحر بن كعب فسلبه إيّاه فتركه مجرّداً»(٣).
وسمع أبا عبد الله عليهالسلام قبل أن يقتل يقول : «وهو يقاتل على رجليه قتال الفارس الشجاع ... أعلى قتلي تحاثّون! أما والله لا تقتلون بعدي عبداً من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري ٤/٣٤٠ ، ومقاتل الطالبيّين ٧٦ ، وتاريخ مدينة دمشق ٦٩/١٦٩.
(٢) مقاتل الطالبيّين ٧٨.
(٣) تاريخ الطبري ٤/٣٤٤ ، وينظر أيضاً بغية الطلب في تاريخ حلب ٢٦١٨.