آلاف خادم روميّ وصقلبيّ(١). وانظروا هل سمعتم أو رأيتم أو بلغكم عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، أو (٢) عن الأئمة الطاهرين عليهمالسلام أنّ القائم بالحقّ هذه صفته التي يصفونه بها ، وإنّه يظهر ويقيم(٣) بعد ظهوره ، بحيث هو في هذه السنين الطويلة ، وهو في هذه العدّة العظيمة ، يناقفه أبو يزيد الأمويّ ، فمرّة يظهر عليه ويهزمه ، ومرّة يظهر هو على أبي يزيد ، ويقيم بعد ظهوره وقوّته وانتشار أمره بالمغرب والدنيا على ما هي عليه؟! فإنّكم تعلمون بعقولكم ـ إذا سلمت من الدخل ـ وتمييزكم ـ إذا صفى من الهوى ـ أنّ الله قد أبعد من هذه حاله عن أن يكون القائم لله بحقّه والناصر لدينه والخليفة في أرضه والمجدّد لشريعة نبيّه»(٤).
فهذه العبارة لا تتحدّث إلاّ عن النزاع والقتال الذي كان دائراً بين أبي يزيد الأمويّ وهذا الشخص الذي كان يدّعي المهدوية والذي استمرّ لسنوات طويلة ، والّتي تؤكد على أنّ النصر كان مرّة حليف هذا المدّعي للمهدوية ، ومرّة حليف أبي يزيد ، ولكن هل انتهى هذا القتال أم أنّه كان لا يزال قائماً؟ هذا ما لا يتّضح من العبارة نفسها.
وقبل مواصلة البحث يبدو من المفيد هنا أن نشير إلى تمرّد أبي يزيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في الطبعة الحجرية ونسخة الغفّاري ورد التعبير بـ : «الصقالبي» ، وصقلب مدينة تقع في صقلية وهي جزيرة في بحرالمغرب ممّا يحاذي تونس. انظر : تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٢٠٠.
(٢) في النسخة الحجرية وطبعة الغفّاري : «و» بدلاً من «أو».
(٣) في النسخة الحجرية ونسخة الغفّاري «يقيم».
(٤) غيبة النعماني ، ص ٢٤٥ و ٢٤٦ ، (الطبعة الحجرية ، ص ١٢٩ و ١٣٠).