يعود إلى ما بين عام (٣٣٦ للهجرة) إلى عام (٣٤٢ للهجرة).
وفيما يلي نحاول أن نقدّم تاريخاً دقيقاً لتأليف الكتاب بملاحظة عبارة أخرى في غيبة النعماني.
ففي منتصف كتاب غيبة النعماني هناك كلام حول النزاعات والحروب الدائرة بين أحد مدّعي المهدوية وأبي يزيد الأموي ، وقد استفاد البعض منه أنّ تاريخ تأليف الكتاب متقدّم على موت أبي يزيد ، وأنّ الكتاب قد تمّ تأليفه عندما كانت الحروب بينه وبين مدّعي المهدوية محتدمة ، وعلى الرغم من أنّ تلك العبارة لا توحي بما فهموه ، إلاّ أنّها قد تنفعنا ببيان آخر فيما نحن فيه. ولمزيد من التوضيح ننقل نصّ عبارة النعماني(١) :
فبعد أن عمد النعماني إلى نقل عدد من الروايات في صفة الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) ومنزلته ، بادر إلى نقل رواية جليلة عن الإمام الصادق عليهالسلام بشأن منزلة الإمام المهدي ، حيث قال : «ولو أدركته لخدمته أيّام حياتي» ، وقد عقّب النعماني على هذه الرواية قائلاً : «فتأمّلوا [بعد هذا] ما يدّعيه المبطلون ، ويفتخر به الطائفة البائنة(٢) المبتدعة من أنّ الذي هذا وصفه ، وهذا حاله ومنزلته من الله عزّ وجلّ ، هو صاحبهم ومن الذي يدعون له ؛ فإنّه بحيث هو في أربعمئة ألف عنان ، وإنّ في داره أربعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) لقد نقلنا هذا النصّ عن النسخة الرضوية ، وسنشير إلى اختلاف طبعة الأستاذ الغفّاري عن هذه الطبعة.
(٢) لا يمكن قراءة هذه الكلمة في النسخة الرضوية بوضوح ، وفي هامش طبعة الأستاذ الغفّاري عن بعض النسخ نقلت هذه الكلمة على صيغة «الشانئة».