باختصار :
إنّ أبا يزيد ـ مخلّد بن كيداد ـ الذي كان من أتباع مذهب النكارية وهم طائفة من الخوارج كان قد جمع أنصاراً له وذلك في سنة (٣١٦ للهجرة) ، وبدأ يروّج لفكرة الخوارج في تكفير كلّ من خالفهم من المسلمين.
تحدّثت الكتب التاريخية عن مطاردته من قبل القائم خليفة المهدي ، وهروبه من قبضة القائم وعودته سرّاً إلى مسقط رأسه في (توزر) وذلك سنة (٣٢٥ للهجرة) ، وأشارت المصادر التاريخية إلى سجنه على يد والي (قسطيلية) ، وقد نجح أنصاره في تحريره من السجن ، وتحصّن في جبال (الأوراس) ، فحاصره القائم هناك ، واستمرّ هذا الحصار سبع سنوات.
وتعود حروبه ضدّ القائم ، وسيطرته على مختلف المدن في غرب أفريقية إلى عامي (٣٣٢ و ٣٣٣ للهجرة)(١).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) جاء في مقال (أبو يزيد النكاري) في دائرة المعارف الإسلامية (ج ٦ ، ص ٤١٣) : «صرّح المقريزي (اتّعاظ الخنفاء ، ص ١٠٩) بأنّه خرج في سنة (٣٠٣ للهجرة) ، وإنّ ما قاله بعض المؤرّخين من أنّ المهدي قد بنى مدينة المهدية عام (٣٠٣ للهجرة) (ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج ٨ ، ص ٩٤) على شكل قلعة حصينة لصدّ الهجمات المحتملة من أبي يزيد (القاضي نعمان ، افتتاح الدعوة ، ص ٢٧٨ ، ابن الأثير ، الموضع نفسه) ، يؤيّد هذا الرأي». وقد تمّ تحريف عبارة المقريزي في طبعة من طبعات (الاتعاظ) والتي اعتمدها المقال ، حيث تمّ إسقاط كلمة «وثلاثين» ، وقد ذكرت هذه العبارة في تحقيق الدكتور جمال الدين شيّال (القاهرة ، ١٤١٦ للهجرة ، ج ١ ، ص ٧٥) بشكلها الصحيح ؛ وعليه فإنّ المقريزي يؤرّخ تمرّده بعام (٣٣٣ للهجرة). وهذه المقاطع في (الاتّعاظ) مقتبسة عن (الكامل في التاريخ) لابن الأثير حيث تحدّث عن أبي يزيد في أحداث سنة (٣٣٣ للهجرة) أيضاً.