عين. ولولاه ما وصلنا شيء كثير عن أحداث الواقعة وما دار فيها ، وعنه أيضاً غالبية أخبار ثورة التوّابين في مراحلها المختلفة من طورها السرّي إلى طورها العلني ، ومن خروجهم من الكوفة ومسيرهم لزيارة مرقد أبي عبد الله عليهالسلام ، إلى مسيرهم إلى عين الحلوة ، حيث دارت معركتهم ، فشارك بها وسجّل بطولات قادتها وصحبهم ، وعنه أيضاً غالبية أخبار ثورة المختار ، وما دار فيها من أحداث شارك بها أو رآها رؤية عين.
حميد في واقعة الطفّ :
كان حميد ضمن جيش عمر بن سعد الذي عدَّ للتوجّه في الأصل نحو الريّ ، ويبدو أنّه حينما أمر عبيد الله بن زياد عمر بن سعد بالتوجّه لقتال أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، وجد حميدٌ نفسه محشوراً مع من حشر به ، وكأنّه حوصر حصاراً لا يستطيع الإفلات منه ، وأعتقد أنّه لم يشهر سيفاً في تلك الواقعة ، وما رمى بسهم ، ولا طعن برمح ، وكان يرقب المعركة بأذن واعية ، وتستنتج ممّا رواه أنّه كان حريصاً أن يكون في أثنائها قريباً من أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وأصحابه رضوان الله عليهم.
ويبدو أنّه كان على علاقة طيّبة بعمر بن سعد ، فقد ذكر الدينوري أنّه قال : «كان عمر بن سعد صديقاً لي ، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين ، فسألته عن حاله ، فقال : لا تسأل عن حالي ، فإنّه ما رجع غائب إلى منزله بشرٍّ