فرصة للمشاركة بها ، ويغلب على الظنّ أيضاً أنّه كان علويَّ الهوى ، فقد روى عن جندب بن عبد الله أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال بعد مؤامرة رفع المصاحف بصفّين : (لقد فعلتم فعلة ضعضعت قوّةً ، وأسقطت منَّةً ، وأوهنت وأورثت وهناً وذلّةً ..)(١).
ولا يظهر لحميد أثر أو ذكر إلاّ في أثناء معركة الطفّ ؛ فقد كان في جيش عمر بن سعد ، وتنسب إليه غالبية ما قيل فيها من خطب وأقوال ، وما أثر عن بطولات أبي عبد الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم ، وبطولات أصحابه وتضحياتهم رضوان الله عليهم ، وأخبار من شارك في قتال الحسين وأهل بيته عليهم السلام ومن شارك بقتلهم وقتل أصحابه ، بل يبدو أنّه كان شديد القرب من معسكر أبي عبد الله وأصحابه ، حيث أنّ أغلب ما روي من أقوال الحسين عليهالسلام وصحبه إنّما وصلنا عن طريقه ، حتّى يكاد الدارس يظنّ أنّ قدراً سماويّاً أخرج حميداً من الكوفة لتدوين أحداث الواقعة ، ولإنقاذ عليّ بن الحسين من براثن شمر بن ذي الجوشن وجلاوزته كما سيتبيّن لاحقاً.
وعنه أيضاً غالب ما دار من روايات حول موقف عقيلة بني هاشم عليها السلام أثناء الواقعة ، وبعدها ، وموقفها في مجلس عبيد الله بن زياد ، وإنقاذها الإمام زين العابدين عليهالسلام من براثنه وبراثن جلاوزته حينما همّ بقتله ، وله روايات لمواقف أُخرى غيرها.
وتكمن أهميّة رواياته أنّها ليس فيها من واسطة ، فهي عن سماع ورؤية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري ٤/٤٠.