والذي أوجب هجرة هذا القسم عن محلّه الأصلي [أي : سوق الشيوخ] وقوع حرب دامية بينهم أدّت إلى الجلاء ، وكانت الزعامة العامّة لهذا القسم الذي يعرف بالذّيابات ، وعند نزوحهم تزعّم آل مغشغش.
ويُطلق خاقان أيضاً على نهر حفر على عهد التُرك حوالي الحلّة ، وكلّ من نزل حوله عُرِف بهذا اللقب (الخاقاني) ، كما هو الشأن في كثير من البيوت النجفيّة(١).
قلت : ويأتي تعليقنا على كلمته الأخيرة هذه إن شاء الله تعالى قريباً.
قال : ووردت كلمة (خاقان) في أبيات ظافر بن القاسم الحدّاد ، وهي تدلّ صريحاً على عربيّته ، ولها استند بعض الأُدباء المنتسبين إلى (خاقان) على عربيّة هذه القبيلة.
والأبيات :
حكمُ العيونِ على القلوبِ يجوزُ |
|
ودواؤهَا من دائهنَّ عزيزُ |
كم نظرة نالتْ بطرف ذابل |
|
ما لا ينالُ الذابلُ المهزوزُ |
فحذار من تلك اللواحظِ غيرة |
|
فالسحرُ بينَ جفونها مكنوزُ |
تلكَ الظباءُ العاطيات رمينني |
|
وأبحنَ قتلي كيفَ ذاكَ يجوزُ |
أشكو لخاقانِ بنِ حمير ذلَّتي |
|
وأنا امرؤٌ قبلَ الغرام عَزيزُ(٢)(٣) |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٢٠٠.
(٢) ماضي النجف وحاضرها ٢/٢٠٠.
(٣) الأبيات في معجم الأدباء ١٢/٢٩ (ط دار الفكر بيروت) من دون البيتين الأخيرين.