الرسالة الإسلامية إلى مرحلتين ، الأولى (مرحلة التنزيل) ، والثانية هي (مرحلة التأويل) ، وواضح من هذا التقسيم أنّه جاء بلحاظ الدور القرآني في مسيرة الرسالة الإسلامية ، وحركة الشريعة الخاتمة ، فالقرآن يتجلّى بمستويين مختلفين من الحضور في الحياة المجتمعية ، والفكر العقدي والفقهي ، والسلوك الفردي والاجتماعي للأمّة الإسلامية ، مستوى التنزيل ومستوى التأويل ، وبسبب اختلاف مستوى ظهور وتجلّي المعارف الدينية بين المرحلتين ، وطبيعة النصّ الديني ، ومستوى المسؤوليّات ، وحجم التحدّيات ، فإنّ لكلّ مرحلة معالمها ، وشخصيّاتها ، ومميّزاتها ، واستحقاقاتها التي ينبغي أن توصف بشكل واضح للأمّة الإسلامية الفتية حتّى تكون على هدىً وبصيرة من أمرها ، وحتّى لا تقع في متاهات الزيغ والضلال كما وقعت الأمم السابقة عليها.
الفائدة الرابعة : موقف أبي بكر وعمر!
من أهمّ دلالات حديث القتال على التأويل ، ما ورد في جملة الروايات أنّ أبا بكر وعمر استشرفا لمنقبة القتال على التأويل ، وبادر كلٌّ منهما للقول : «أنا هو يا رسول الله؟» ، فردّهما النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأشار إلى أمير المؤمنين عليهالسلام الذي كان يخصف نعله ، وفي هذا المشهد دلالات كبيرة وفوائد مهمّة عن شخصيّة هذين الرجلين ، ومن أهمّها :
١ ـ إن في هذا الموقف دلالة على عدم المبالاة بشخص النبيّ(صلى الله عليه وآله) ،