إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العددان [ ١٢٧ و ١٢٨ ]

تراثنا ـ العددان [ ١٢٧ و ١٢٨ ]

186/494
*

الأمير إمام بلا فصل ، إذ لا ملازمة بين المقاتلة على تأويل القرآن والإمامة بلا فصل بوجه من الوجوه ، بل لو استدلّ به على مذهب أهل السنّة لأمكن ، لأنّه يفهم منه بالصراحة أنّ الأمير قد يكون إماماً في عصر يقاتل فيه على تأويل القرآن ووقت قتاله معلوم متى كان ، وهو من دلائل أهل السنّة على أنّ الحقّ كان في جانب الأمير وكان مقاتلوه على الخطأ ، حيث لم يفهموا معنى القرآن وأخطأوا في اجتهادهم ، وإنكار تأويل القرآن ليس بكفر إجماعاً. وإنْ أنكر أحد معنى القرآن الظاهر بسوء فهمه ففي كفره تأمّل ...»(١).

أقول : إنّ في ما ذكرناه من قول ، وما نقلناه من أقوال في دلالة الحديث على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام كفاية إن شاء الله تعالى في ردّ هذه التأويلات الباردة ، والتخريجات البائسة ، التي لا تكن على قراءة أو تحقيق ، وإنّما مغالطات يفرضها التعصّب الأعمى ، والانغلاق النفسي عن قبول الحقّ والرضوخ لأحكامه وبراهينه.

الفائدة الثالثة : تقسيم مراحل الرسالة الإسلامية :

من أهمّ دلالات الحديث الإشارة النبوية الواضحة إلى تقسيم حركة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في فضل أمير المؤمنين عليه‌السلام وإمامته ، فردّ عليه السيّد حامد حسين اللكهنوي (١٢٤٦ ـ ١٣٠٦ هـ) في إثبات صحّة وتواتر هذه الأحاديث في موسوعته الكبيرة والقيّمة (عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار) ـ راجع : خلاصة عبقات الأنوار ١ / ٢٣ ؛ موسوعة طبقات الفقهاء ١٣ / ٣٤٣.

(١) استخراج المرام ٣ / ١٨٨.