الذي بعثه الله تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) لاستيفاء حقّ الله تعالى ممّن كفر ، وهو الذي يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على تنزيله ، فقد استوى القتالان ؛ لأنّ منكر التنزيل جاحد لقبوله ومنكر التأويل جاحد لقبول العمل به ، وهذه منزلة لا يستحقّها بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ من هو مستحقّ للأمر بعده ، لأنّ استيفاء حقّ الله تعالى ممّن عاند وجحد وكفر لا يكون إلاّ بيد رسوله أو من قام مقامه في وجوب الاقتداء والاتّباع»(١).
* يقول محمّد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢ هـ) : «وأمّا دلالته على فضيلة عليٍّ عليهالسلام فأقول : إعلم أرشدك الله إلى مناهج الحقّ ومدارج الهدى أنّ التنزيل والتأويل أمران متعلّقان بالقرآن الكريم ، فتنزيله مختصّ برسول الله(ص) ، فإنّ الله عزّ وجلّ أنزل القرآن عليه لأنواع من الحكم قدّرها وأرادها ... وأمّا تأويله : فمعناه تفسيره وما يؤول إليه آخر مدلوله ، فمن حمل القرآن الكريم على معناه الذي اقتضاه لفظه من مدلول الخطاب وفسّره بما تناوله من معانيه المرادة به فقد أصاب سنن الصواب ، ومن صدف عن ذلك وصرفه عن مدلوله ومقتضاه وحمله على غير ما أريد به ممّا يوافق هواه ، وتأوّله بما يضلّ به عن نهج هداه ، معتقداً أنّ محمله الذي ادّعاه ومقصده الذي افتراه فنجّاه هو المدلول الذي أراده الله تعالى فقد ألحد في القرآن ، حيث مال به عن مدلوله ووضعه في غيره موضوعه ، وأثبت به ما لا يحلّ إثباته وخالف فيه أئمّة الهدى واتّبع داعي الهوى فاقتدى ، فتعيّن قتاله أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) خصائص الوحي المبين ص٢٤٤.