أبو بكر وعمر ... فجئنا نبشّره ، وكأنّه قد سمعه»(١).
وثانيهما : استشهاد أمير المؤمنين عليهالسلام بهذا الحديث الشريف ضمن سلسلة استشهاداته في (حديث المناشدة) المشهور ، وهو الحديث الذي احتجّ به الإمام بجملة من مناقبه الدالّة على أفضليّته ، وأسبقيّته ، وأحقّيته بالإمامة من غيره ، أورد ذلك الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن أبي ذر الغفاري عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال لأصحاب الشورى : «فهل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (إنّي قاتلت على تنزيل القرآن ، وستقاتل أنت على تأويله) غيري؟ قالوا : لا»(٢).
وعن عامر بن واثلة عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث المناشدة ، قال : «فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (إنّي قاتلت على تنزيل القرآن ، وتقاتل أنت على تأويل القرآن) غيري؟ قالوا : اللّهم لا»(٣).
لقد تنبّه كثير من العلماء والمحقّقين ـ قديماً وحديثاً ـ إلى الأهمّية الدلالية لهذا الحديث الشريف ، وكونه من أكبر فضائل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، بل هو من أدلّة إمامته وخلافته الشريفة :
* يقول الحافظ شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي ، المعروف بابن بطريق (ت ٦٠٠ هـ) في حديثه عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «وهو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مسند أحمد ٣ / ٨٢.
(٢) أمالي الطوسي ص٥٤٥ ، بحار الأنوار ٣١ / ٣٧٥.
(٣) كتاب الولاية ص١٧٢ ـ ١٧٤.