المؤمنين عليهالسلام ، وخلافته ووراثته لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ؛ فإنّ الحديث وضع مقام النبيّ في كفّة (التنزيل) ، ووضع مقام أمير المؤمنين في كفّة (التأويل) ، يعني أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو صاحب الولاية في مرحلة التنزيل ، وهذه الولاية تشمل تبليغ الوحي المنزل من قبل الله تعالى ، ثمّ الولاية التنفيذية أو الإجرائية في تطبيق ونشر كلمة التوحيد وما جاء في محكم التنزيل ، وإذا كانت مرحلة التنزيل تحتاج إلى وليٍّ على مستوى التبليغ والتنفيذ ، فإنّ مرحلة التأويل تحتاج إلى وليٍّ على مستوى التبليغ والتنفيذ ، مع اختلاف أنّ التبليغ هنا يُقصد منه (تبيين القرآن) أو بيان تأويل القرآن ، والتنفيذ هو الإشراف على تطبيق ما يتمخّض عن البيان من أحكام وحدود وفرائض ، والأدلّة على ما نقول ستأتي تفصيلاً في طيّات الفوائد القادمة ، لكنّني أستشهد هنا بأمرين لإثبات هذه الحقيقة :
أوّلهما : استشراف أبي بكر وعمر وبعض الصحابة لفضيلة القتال على تأويل القرآن الكريم ، فلو لم تكن منقبة عظيمة ، ومزيّة كبيرة تساوق الخلافة والإمارة لم نجد أحداً من الصحابة يحرص على الفوز بها والظفر بشرفها ، ويؤكّد ذلك مسارعة أبي سعيد الخدري لتبشير أمير المؤمنين عليهالسلام ، لكنّه وجد أنّ الإمام كان عالماً بذلك بتعليم من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، قال أبو سعيد الخدري : «فأتيته بها لأبشّره ، فلم يرفع لها رأساً ، فعلمت أنّه شئ قد سمعه من رسول الله صلوات الله عليه وآله قبل ذلك»(١) ، وقال في لفظ آخر : «فاستشرفنا وفينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) شرح الأخبار ١ / ٣٣٧.