ويجوز أن تتعلّق «في» بالعداوة ، أو بالبغضاء ، أي أن تتعادوا ؛ وأن تتباغضوا بسبب الشرب ، وهو على هذا مصدر بالألف واللام معمل.
والهمزة في (الْبَغْضاءَ) للتأنيث ، وليس مؤنّث أفعل ؛ إذ ليس مذكر البغضاء أبغض ، وهو مثل البأساء والضرّاء.
(فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) : لفظه استفهام ، ومعناه الأمر ؛ أي انتهوا ؛ لكن الاستفهام عقيب ذكر هذه المعايب أبلغ من الأمر.
٩٣ ـ (إِذا مَا اتَّقَوْا) : العامل في إذا معنى : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح ؛ أي لا يأثمون إذا ما اتّقوا.
٩٤ ـ (مِنَ الصَّيْدِ) : في موضع جرّ صفة لشيء ، ومن لبيان الجنس. وقيل للتبعيض ؛ إذ لا يحرم إلا الصيد في حال الإحرام ، وفي الحرم ، وفي البر. والصيد في الأصل مصدر ؛ وهو هاهنا بمعنى الصيد ، وسمّي مصيدا وصيدا لماله إلى ذلك ، وتوفّر الدواعي إلى صيده ؛ فكأنه لما أعدّ للصيد صار كأنه مصيد.
(تَنالُهُ) : صفة لشيء.
ويجوز أن يكون حالا من شيء ؛ لأنه قد وصف ، وأن يكون حالا من الصيد. (لِيَعْلَمَ) : اللام متعلّقة ب (لَيَبْلُوَنَّكُمُ).
(بِالْغَيْبِ) : يجوز أن يكون في موضع الحال من «من» ، أو من ضمير الفاعل في يخافه ؛ أي يخافه غائبا عن الخلق.
ويجوز أن يكون بمعنى في ؛ أي في الموضع الغائب عن الخلق.
والغيب : مصدر في موضع فاعل.
٩٥ ـ (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) : في موضع الحال من ضمير الفاعل في (تَقْتُلُوا).
و (مُتَعَمِّداً) : حال من ضمير الفاعل في قتله.
(فَجَزاءٌ) : مبتدأ ، والخبر محذوف. وقيل التقدير : فالواجب جزاء.
ويقرأ بالتنوين ، فعلى هذا يكون (مِثْلُ) صفة له أو بدلا. ومثل هنا بمعنى مماثل ، ولا يجوز على هذه القراءة أن يعلق (مِنَ النَّعَمِ) بجزاء ؛ لأنه مصدر ، وما يتعلق به من صلته ، والفصل بين الصلة والموصول بالصفة أو البدل غير جائز ؛ لأنّ الموصول لم يتم ، فلا يوصف ولا يبدل منه.
ويقرأ شاذا «جزاء» ـ بالتنوين ، ومثل ـ بالنصب ؛ وانتصابه بجزاء. ويجوز أن ينتصب بفعل دلّ عليه جزاء ؛ أي يخرج أو يؤدّي مثل ، وهذا أولى ، فإنّ الجزاء يتعدى بحرف الجر.
ويقرأ في المشهور بإضافة جزاء إلى المثل ، وإعراب الجزاء على ما تقدم ، و «مثل» في هذه القراءة في حكم الزائدة ، وهو كقولهم : مثلى لا يقول ذلك ؛ أي أنا لا أقول ؛ وإنما دعا إلى هذا التقدير أنّ الذي يجب به الجزاء المقتول لا مثله.
وأمّا «من النّعم» ففيه أوجه :
أحدها ـ أنّ تجعله حالا من الضمير في قتل ؛ لأنّ المقتول يكون من النعم.
والثاني ـ أن يكون صفة لجزاء إذا نوّنته ؛ أي جزاء كائن من النعم.
والثالث ـ أن تعلّقها بنفس الجزاء إذا أضفته ، لأنّ المضاف إليه داخل في المضاف ، فلا يعدّ فصلا بين الصلة والموصول. وكذلك إن نوّنت الجزاء ونصبت «مثلا» ؛ لأنه عامل فيهما ، فهما من صلته ؛ كما تقول : يعجبني ضربك زيدا بالسّوط.
(يَحْكُمُ بِهِ) : في موضع رفع صفة لجزاء إذا نوّنته. وأما على الإضافة فهو في موضع الحال ، والعامل فيه معنى الاستقرار المقدّر في الخبر المحذوف.
(ذَوا عَدْلٍ) : الألف للتثنية.
ويقرأ شاذا : «ذو» على الإفراد ؛ والمراد به الجنس ؛ كما تكون : «من» محمولة على المعنى ، فتقديره على هذا : فريق ذو عدل ، أو حاكم ذو عدل.
و (مِنْكُمْ) : صفة لذوا ، ولا يجوز أن يكون صفة العدل ؛ لأنّ «عدلا» هنا مصدر غير وصف.
(هَدْياً) : حال من الهاء في به ، وهو بمعنى مهدي.
وقيل : هو مصدر ، أي يهديه هديا.
وقيل : على التمييز.
و (بالِغَ الْكَعْبَةِ) : صفة لهدى ، والتنوين مقدّر ؛ أي بالغا الكعبة.
(أَوْ كَفَّارَةٌ) : معطوف على جزاء ؛ أي : أو عليه كفارة إذا لم يجد المثل.
و (طَعامُ) : بدل من كفارة ، أو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هي طعام.
ويقرأ بالإضافة والإضافة هنا لتبيين المضاف.
و (صِياماً) : تمييز.
(لِيَذُوقَ) : اللام متعلقة بالاستقرار ؛ أي عليه الجزاء ليذوق.
ويجوز أن تتعلّق بصيام ، وبطعام.
(فَيَنْتَقِمُ اللهُ) : جواب الشرط ، وحسن ذلك لما كان فعل الشرط ماضيا في اللفظ.
٩٦ ـ (وَطَعامُهُ) : الهاء ضمير البحر ؛ وقيل : ضمير الصيد ؛ والتقدير : وإطعام الصيد أنفسكم.
والمعنى أنه أباح لهم صيد البحر وأكل صيده ؛ بخلاف صيد البر.
(مَتاعاً) : مفعول من أجله.
وقيل : مصدر ، أي متّعتم بذلك تمتيعا.
(ما دُمْتُمْ) : يقرأ بضمّ الدال وهو الأصل ، وبكسرها وهي لغة ، يقال : دمت تدام.
(حُرُماً) : جمع حرام ، ككتاب وكتب.