٤ ـ التتبّع التامّ في الأخبار الصادرة عن أهل البيت عليهمالسلام والانس والإحاطة بها ، إذ بها دارت رحى الاستنباط عند فقهاء الإماميّة في عامّة الأدوار والأعصار وبالممارسة فيها تحصل القوّة القدسيّة التي بها يكون الفقيه فقيها.
قال أبو عبد الله عليهالسلام : «أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا». (١)
وقال عليهالسلام أيضا : «ممّن روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا. (٢)
٥ ـ علم الرجال والدراية ، وذلك لأنّ غالب الأحكام الشرعية يستفاد من الأخبار المأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام وليس كل خبر حجّة ، لأنهم عليهمالسلام قد قالوا إنّا لا نخلو عن كذّاب يكذب علينا ، فلا بدّ من تمييز الغثّ عن السمين ، ولا يحصل ذلك إلّا بالبحث والتنقيب عن أحوال الرواة الواقعين في سلسلة السند واحدا بعد واحد.
٦ ـ الاطلاع على فتاوى الأصحاب خصوصا قدمائهم الذين كان دأبهم الفتوى على أساس متون الروايات ، وكذا الاطلاع على فتاوى العامّة الدارجة في أعصار الأئمّة الأطهار عليهمالسلام وذلك لأنه يظهر من كثير من الأخبار ان الأئمة الأطهار عليهمالسلام كانوا ناظرين إلى ما في أيدي العامة وفقهائهم من الروايات والفتاوى في تلك العصور المظلمة ، وعليه فتمييز ما هو الصادر منهم عليهمالسلام تقية أو ردّا على ما هو الدارج في أيديهم يحتاج إلى الاطّلاع على فتاويهم ورواياتهم في تلك الأزمنة.
__________________
(١) الوسائل الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ح ٢٧ ج ١٨
(٢) الوسائل الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ح ١ ج ١٨