هدى من الله ليبطل به الحقوق طمعا في حطام الدنيا. (١)
وعليه فالإفتاء اذا كان بهداية الهداة المهديّين عليهمالسلام التي هدايتهم هدى من الله لا يكون مشمولا لتلك الأخبار ومردوعا عنهم عليهمالسلام بل يكون مجازا ومرضيّا عندهم عليهمالسلام وحيث ان العلم الصحيح ليس الّا ما عندهم فالإفتاء الذي لم يكن مقتبسا من ضياء علومهم عليهالسلام كان افتاء بغير علم وقد قال ابو جعفر عليهالسلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ـ وهما من فقهاء العامة ـ شرّقا وغرّبا فلا تجدان علما صحيحا الّا شيئا خرج من عندنا اهل البيت (٢).
المراد مما نهي عنه في الأخبار من الإفتاء بالرأي
وقد ورد في كثير من الروايات الصادرة عن اهل البيت عليهمالسلام النهي عن الإفتاء بالرأي واتّباع الرأي والقول بالرأي وامثال ذلك من التعبيرات ولكنه بالتأمّل فيها وضم البعض منها الى البعض الآخر يظهر ان المراد منها اتخاذ الرأي وإبداؤه في قبال الأحاديث الواردة عنهم عليهمالسلام والاستبداد والاجتهاد في قبالهم عليهمالسلام.
لأن الاستبداد في قبال اهل البيت عليهمالسلام في ذلك الزمان وترك الاستضاءة من انوار علومهم والمخالفة معهم استنادا إلى آرائهم وظنونهم واستعمال القياس والاستحسان في احكام الدين قد كان دأبهم وشنشنتهم وعلى ذلك دبّوا ودرجوا في طوال القرون والأعصار «شنشنة اعرفها من
__________________
(١) الحديث ١٢ من الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ص ١٠٢ ج ١٨ الوسائل.
(٢) الحديث ١٦ من الباب ٦ من أبواب صفات القاضي ص ٢٦ ج ١٨ الوسائل.