ومعونتهم وفي الله لكل سعة ولكل على الوالي حق بقدر ما يصلحه وليس يخرج الوالي من حقيقة ما الزمه الله من ذلك الّا بالاهتمام والاستعانة بالله وتوطين نفسه على لزوم الحق والصبر عليه فيما خف أو ثقل». (١)
ودلالته على انقسام افراد المجتمع على طبقات والحاجة في تنظيم امور الطبقات وتنسيقها الى الوالي وان قوام الناس وعزّ الدين لا يحصل الّا بقيام الوالي بما ذكره عليهالسلام من الامور مما لا يخفى ومن المعلوم عدم اختصاص ذلك بزمان خاص.
وبالجملة ان احتياج المسلمين الى وال يدبّر امورهم ويديرها ويحفظ شئونهم وثقافتهم ويقوم بتربيتهم وتدريبهم ويتكفل لاجراء الاحكام والحدود ويسعى لاعلاء كلمة الإسلام وعزّ المسلمين وتأمين حوائجهم المادية والمعنوية وفي قطع مطامع اعداء الإسلام والمسلمين ودفع كيدهم ومكرهم واصلاح العباد وعمارة البلاد وفي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر امر مفروغ عنه وما دلّت عليه الروايات من التأكيد لهذا الأمر وللأوصاف والشرائط المعتبرة في الوالي مما لا ريب فيه.
وقد طالعت في سالف الزمان بتوفيق الله تعالى الكتاب القيّم وسائل الشيعة الحاوي ما ينوف على خمسة وثلاثين الف حديث واستخرجت موارد استعمال الفاظ «الامام والسلطان والوالي» من بين الأخبار الواردة عن النبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم واهل بيته الاطهار عليهمالسلام فرأيت عشرات من هذه الالفاظ في خلال الابواب مثل باب الحج والزكاة والخمس والأنفال والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وابواب البيع والدين والمضاربة وامثالها والنكاح والطلاق
__________________
(١) نهج البلاغة باب المختار من كتب مولانا امير المؤمنين عليهالسلام الكتاب ٥٣.