وقد ساق ابن حزم نسب نهد هكذا : «نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلُمَ بن الحافي بن قضاعة» ، وذكر غيره أنه نهد بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة ، والله العالم.
* وفي ص٢٠٣ : «وهذا يدلّ على أنّ هذا الشعر ، كان بينه وبين بلحارث في ختان جرم».
وعلّق المحقّقون على كلمة ختان جَرْم بالقول : «هكذا في المخطوط ، ولم نقف له على معنى مناسب إلاّ أن يكون الختان هنا بمعنى : القطع كما في اللسان : ختن ، أي بمعنى : قطع جَرْم وانهزامها ، ويُمكن أن يكون قد سقط من الناسخ الفها ، فهي : أختان جرم أي أصهارهم ، لما كان من النسب بينهم ، ويمكن أن تقرأ : ختال باللام من المخاتلة ، والمدافعة في الحرب».
أقول : كلّ ما ذُكر من وجوه التعليل وإن كانت على جهة التقريب بعيد عن المراد ، وهو من بابَةِ المثل المعروف : «أكثر فلانٌ الحَزّ ، وأخطأ المفصل».
والوجه أن يقال هنا : إنّ الأصل في العبارة : (وهذا يدلّ على أنّ هذا الشعر ، كان بينه وبين بلحارث في اختيان جَرْم ، أي : في خيانتها لبني زُبيد رهط الشاعر).
والاختيان مصدر الفعل : اختان ومنه قوله تعالى ، وله المثل الأعلى : (علم الله أنّكم كنتم تختانون أنفسكم) ومثله الامتياز من الفعل امتاز والاختيار من الفعل اختار والامتيار من الفعل امتار وهلّم جرّا.
والذي يدلّ على إرادة هذا المعنى هنا (الاختيان) هو ما ذكره المحقّقون