في حاشية أخرى ، إذ جاء فيها : ذلك أنّ جرماً ، ونهداً كانتا فى بني الحارث متجاورتين فَقَتَلَتْ جرم رجلا من أشراف بني الحارث فارتحلوا وتحوّلوا مع بني زبيد رهط عمرو فخرجت بنو الحارث يطلبون بدمهم ، ومعهم جيرانهم بنو نهد ، فعبّأ عمرو جرماً لبني نهد ، وتعبّأ هو وقومه لبني الحارث ، فزعموا أنّ جرماً كرهت دماء بني نهد ، فانهزمت ، وفُلّت يومئذ زبيد ، ويدعى هذا اليوم بيوم الأرنب.
ومن تأمّل هذه الحكاية ظهر له وجه الصواب فيما قلناه ، والله الهادي.
* وفي ص٢٠٥ من حماسيّة عَمْرو بن معديكرب الزبيدي : البيت العاشر :
وبدت لميس كأنّها |
|
بدر السماء إذا تبدّا |
أقول : في قوله تبدّا بمعنى ظهر شاهد على صحّة هذا الاستعمال ، وأنّه ليس مُقْتَصِراً على ما ذهب إليه بعضهم بسبب الاستقراء الناقص على من أقام بالبادية.
فقول الناس : بدا أو تبدّى القمر صحيحٌ بلا ريب ، وقولهم : تبدّى بمعنى أقام بالبادية صحيح أيضاً ، والسياق هو الفيصل.
* وفي ص ٢٠٥ من حماسيّة الزبيدي البيت الخامس عشر :
ما إن جزعت ولا هلعت |
|
ولا يردّ بكاي زندا |
ونقل الشارح عن المرزوقيّ قوله : ورُوي : بكاي زيداً.
أقول : استعمل الشاعر البكاء هنا مقصوراً وهو واردٌ في كلامهم ، ومن ذلك ما جاء في قول كعب بن مالك في رثاء الحمزة بن عبد المطّلب. بالمدّ