وقد علّق عليه المحقّقون ـ سلّمهم الله تعالى ـ بالقول : «بنو نزار الظاهر أنّهم بنو نزار ، بطنٌ من تنوخ ، من القحطانية ، وهم من بطون قُضاعة خاصّة ، دون غيرها».
أقول : ذكر ابن حزم في الجمهرة ما هذا نصّه : «فتنوخ على ثلاثة أبطُن : بطن اسمه فهمٌ ... ، وبطنٌ اسمه نِزار ، وهم لوثٌ أي مختلطون ليس نِزارٌ لهم بوالد ، ولا أمّ ، ولكنّهم من بطون قُضاعة كلّها ، من بني العَجلان بن الثعلب ... ومن بني تيم الله بن أسد بن وبرة ، ومن غيهم ...».
وما استظهره المحقّقونَ من كون المراد في قول الشاعر : «دعوا لنزار ...» هم آل نزار من قُضاعة ، ليس بظاهر ، بل الظاهر أنّ المقصود بهم هم بنو نِزار بن معد بن عدنان المعبّر عنهم بـ : النِّزارية ، وهم جماعُ العرب العدنانيّة والذي يعْضُد ما استظهرته هو كثرة ما نطق به الشعراء من عبارة آل نِزار أو نِزار في مقابل قبائل اليمن القحطانية ، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصى.
* وفي ص٢٠٣ : «وَ (نَهْد) : هو نَهْد بن سعد بن ليث بن سود بن أسلم بن إسحاق بن قضاعة».
أقول : ليس في أبناء قضاعة من اسمه إسحاق ، بل هو هنا محرّف من الْحاف أو الْحافي ، بإثبات الياء ، وحذفها ونظيره : العاص والعاصي.
وأسلُم بن الحاف ضبطه أهل اللغة بضمّ اللام على غير الجادّة ـ على اصطلاحهم ـ كما جاء مضبوطاً بهذا الضبط بالقلم والعبارة في جمهرة ابن حزم.