الخاصّة بالأعلام ، شذّ منها (تميمي) فلم يقولوا (١) : تممي ، وشذّ منها من النسب إلى البلدان والمواضع نوادر ، كالحديثي نسبة إلى الحديثة ، والحظيريّ نسبة إلى الحظيرة ، والقطيعي نسبة إلى محلّة القطيعة ببغداد ، فإن كانت هذه القاعدة لا يبنى عليها إلاّ في الأعلام ، وكثر الشذوذ منها في الأعلام بأعيانها (٢) فكيف يُبني عليها في أسماء الجنس كالبديهة والقبيلة والكنيسة والعقيدة؟ فإن جاز حذف الياء في العَلَم فذلك لأنّ العلم له من الشهرة والاستفاضة ، ما يحفه عند الحذف ، وله من قوّة المنسوب ما يُميّزه عن غيره ، ويُبعده عن اللبس.
ومن الخطأ القديم الذي ارتكب في هذه النسبة ، قولهم : فلان الفرَضي ، نسبة إلى علم الفرائض بدلا من الفرائضي. قال أبو سعد السمعاني في الأنساب وعزّ الدين بن الأثير اللباب : «الفرائضي ... ويقال لمن يعلم ذلك فرضي ، وفرائضي ، وفارض ، وذكر من الفرائضيّين أبا الحسن
__________________
(١) في الأصل: فلم يقولون وهو خطأ مطبعي بلا ريب.
(٢) قال الأقل عبد الستّار عفا عنه المليك الغفار: وممّا شذّ في باب الأعلام النسب إلى عرين بن ثعلبة بن يربوع ، قال أبو الحسن الأخفش في تعليقه على كتاب الكامل للمُبرّد: «الكلحبة .. واسمه هبيرة وهو من بني عرين بن ثعلبة بن يربوع والنسب إليه عريني ، وكثير من الناس يقول: عُرَني ، ولا يدري ، وعُرينة من اليمن ، قال جرير يهجو عرين بن يربوع:
عَرِيْنٌ مِنْ عُرَيْنَةَ لَيس مِنّا |
|
بَرِئْتُ إلى عُرَيْنَةَ مِن عَرِيْنِ» |
وإنّما نسبوا إليه العَريني لئلا يلتبس بـ : العُرَني المنسوب إلى عُرينة من بجيلة وقد جاء المنسوب إليه في الأنساب واللباب: العُرَيني بضمّ العين وفتح الراء المهملتين وهو خطأ.