الفرائض : فرضيٌّ ، فإن جعلت الجمع اسماً لشيء واحد نسبت إليه بلفظ الجميع ومنه : الكِلابي والعبادي».
أقول : كلاب إذا سُمّى به فهو اسم عَلَم بعينه غير ملحوظ فيه كونه جمع كلب في الأصل ، أو قل : تنوسي فيه معنى الجمع ، وعلى هذا لا يُلَزُّ قولهم : الأنصاري وقولهم : العبادي نسبة إلى عِباد الحيرة النّصارى مع قولهم الكلابى في قَرَن واحد ـ على حدّ تعبير القدماء ـ.
وهذا الموضوع لا تفي باستيفاء البحث فيه مثل هذه الأسطر المبتسرة ؛ إذ هو يحتاج إلى بسط ليس هذا موضعه.
أمنّا قول الشارح رحمهالله : «كما تقول في النّسب إلى الفرائض : فرضي». فهو قولٌ معدول عن جهته ، ومخالف لقواعد اللغة ـ الأصيلة ـ وقد كفانا مؤونة بيان وجه الصواب فيما نحن بصدد نقده ، العلاّمة اللغوي الشهير الدكتور مصطفى جواد (ت ١٣٨٩م) رحمهالله في كتابه قل ولا تقل ونحن الآن ننقل كلامه بطوله لما يحتجنه من فوائد ، قال تغمّده الله بشآبيب رحمته : «قل : الحقوق القبيلية والرّسوم الكنيسية ، ولا تقل : الحقوق القبلية والرّسوم الكنسية ، وذلك لأنّ القبيلة والكنيسة اسمان من أسماء الجنس ، أعني أنّ القبائل كثيرة والكنائس كثيرة ، فلا يجوز حذف الياء منها ، عند النسبة إليهما ، أمّا حذف الياء فيكون مقصوراً على الأعلام كقبيلة بجيلة وجزيرة ابن عمره ، وقبيلة ثقيف والعتيك ، وجُهينة وعُرينة وسُلَيم وهُذَيل ، فيقال : بَجَليّ وجَزَرِي ، وثَقَفيّ وعَتَكِي وجُهَنِي وعُرَنِي وسُلَمي ، وهُذَلِي ، ومع وجود هذه القاعدة