الدرس ، بأنّ الإنحراف منها إليها .. ثمّ إنّ المحقّق الحلّي عمل في ذلك رسالة ، وأرسلها إلى الطوسي فاستحسنها ، وقد أورد الرسالة ابن فهد في المهذّب البارع بتمامها»(١).
وممّا يذكر في سفرة العلاّمة نصير الدين إلى الحلّة ما ذكره العلاّمة الحلّي في «الإجازة لبني زهرة» قال : «أنفذ هولاكو الخواجه نصير الدين الطوسي إلى الحلّة ، فاجتمع عنده فقهاؤها ، فأشار إلى المحقّق جعفر بن الحسن بن سعيد ، وسأل : من أعلم هذه الجامعة بالأُصولين؟ فأشار إلى والدي سديد الدين ، وإلى الفقيه مفيد الدين محمّد بن جهيم ؛ فقال : هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام وأُصول الفقه ، فتكدّر ابن عمّه يحيى بن سعيد وكتب إليه : كيف ذكرت ابن المطهّر وابن جهيم ، ولم تذكرني؟ فكتب له في الجواب : ربّما سألك الخواجه مسألة فوقفت وحصل لنا حياء»(٢).
* التراث العلمي لنصير الدين الطوسي :
خلّف الخواجه نصير الدين الطوسي تراثاً فكريّاً ضخماً كتبه في المراحل المختلفة من رحلته العلمية ، منها ما كتبها في ظلّ الإسماعيليّين عندما كان في قلاعهم «وتتلخّص برسائل صغيرة أشبه ما تكون بالكتب التعليمية الدراسية ..»(٣).
__________________
(١) أعيان الشيعة ١٤ / ٢٤٧.
(٢) طبقات أعلام الشيعة ، الأنوار الساطعة في المائة السابعة ٤ / ١٥٥.
(٣) المؤسّسة الدينية : ٩٣.