إلاّ أنّ السلطان خدابنده الذي تسلّم الحكم في (٧٠٢ هـ) تمكّن من إعلان التشيّع رسميّاً في أرجاء الدولة المغولية.
وقد اختلفت كلمات المؤرّخين في سبب هذا الإعلان ، وأخذ بعضهم يفسّر هذه الظاهرة بطريقته في تفسير أحداث التاريخ.
إلاّ أنّ كلمات جميع المؤرّخين كادت أن تتّفق على تشيّع السلطان خدابنده كان بتأثير ابن المطهّر المعروف بالعلاّمة.
يقول الرحّالة ابن بطّوطة (ت ٧٧٩ هـ) في رحلته المشهورة باسمه : «كان ملك العراق محمّد خدابنده قد صحبه في حال كفره فقيه من الروافض الإمامية يسمّى جمال الدين ابن المطهّر ، فلمّا أسلم السلطان المذكور وأسلمت بإسلامه التتر زاد في تعظيم هذا الفقيه ، فزيّن له مذهب الروافض وفضّله على غيره وشرح له حال الصحابة والخلافة ، وقرّر لديه أنّ أبا بكر وعمر كانا وزيرين لرسول الله ، وأنّ عليّاً ابن عمه وصهره فهو وارث الخلافة ... فأمر السلطان بحمل الناس على الرفض ، وكتب بذلك إلى العراقين وفارس وآذربيجان وإصفهان وكرمان وخراسان ، وبعث الرسل إلى البلاد ...»(١). ثمّ يتحدّث عن ردود الأفعال التي أحدثها هذا القرار في البلدان الإسلامية التي وصلتها رسل السلطان خدابنده.
إلاّ أنّ قضية أسلمة الدولة المغولية لم تكن بهذه البساطة التي ذكرها ابن
__________________
(١) رحلة ابن بطّوطة ، المسمّاة تحفة النظّار في غرائب الأمصار : ٢١٩ ـ ٢٢٠.