بطّوطة وسار عليها بعض المؤرّخين المتعصّبين ، وإنّما هنالك جهود علمية كبيرة ومضنية بذلها العلاّمة الحلّي ؛ سبقت هذا الإعلان المدوّي في العالم الإسلامي «والأحداث التاريخية والمؤشّرات تؤكّدان على تأثير العلاّمة المباشر على سير المجريات الثقافية في عهدي السلطانين محمود غازان ، ومحمّد خدابنده ، وظهور تأثيره الفاعل في إعلان تشيّع الدولة المغولية رسميّاً على يد خدابنده»(١).
إنَّ النصوص التاريخية قد لا تمدّنا بمعلومات وافية عن جوهر العلاقة بين العلاّمة الحلّي والسلطان المغولي ، وإنّما تناقل أصحابها بعض القصص التي يمكن فهم طبيعة هذه العلاقة من خلالها(٢).
«إلاّ أنّ طبيعة الأحداث تؤكّد على وجود صلة بين العلاّمة وخدابنده أوائل تسلّمه السلطة ، ربّما امتدّت إلى فترة ما قبل تسلّمه مقاليد الحكم أيضاً.
وكذلك يظهر ـ ومن خلال النصوص ـ ما للعلاّمة من تأثير ثقافي كبير على السلطان خدابنده في مرحلة ما بعد تسلّمه الحكم ، فقد أشرف على إعداده علميّاً ، وألّف له الكتب والرسائل في العقائد ، والأُصول ، والفقه ، وعلم الكلام ، كما دأب على تدريسه بنفسه.
وكان للحماس المذهبي الذي يتميّز به هذا السلطان ، والخطوات التي اتّخذها مباشرة بعد تسلّمه زمام الحكم في عقد الحوارات بين علماء
__________________
(١) القزويني : ١٠٩.
(٢) انظر : روضات الجنّات ٢ / ٢٧٩.