الحلّي رضياللهعنه (ت ٦٧٦ هـ) والذي بظهوره في حوزة الحلّة العلمية يبدأ الدور الثاني من أدوار مدرسة الحلّة ، وتستمر باستمرار النشاط الفقهي لأعلام هذه المدرسة وحتّى نهاية القرن الثامن الهجري.
وكانت الحركة العلمية في عصره بلغت شأواً عظيماً ، حتّى صارت الحلّة من المراكز العلمية في البلاد الإسلامية(١).
فأكثر من ثلاثة قرون من النشاط العلمي الدائب هي تعبير صادق عن هذه الحوزة العلمية المهمّة(٢).
أوّلاً : المحقّق الحلّي :
فمن هو المحقّق الحلّي؟ وما هو دوره العلمي في حوزة الحلّة؟
تنتسب هذه المرحلة من مراحل الحوزة العلمية في الحلّة ، وهي من مراحل تطوّر الاجتهاد والاستدلال الفقهي المهمّة ، إلى المحقّق الحلّي رضياللهعنه حيث شهد الاجتهاد الفقهي على يد هذا العَلَم تطوّراً كبيراً في مستواه ، كما سيأتي من خلال بيان خصائص هذه المرحلة.
يقول السيّد الشهيد الصدر في المعالم : «واستمرّت الحركة العلمية التي نشطت في عصر ابن إدريس تنمو وتتّسع وتزداد ثراءاً عبر الأجيال ، وبرز في تلك الأجيال نوابغ كبار صنّفوا في الأُصول والفقه وأبدعوا ، فمن هؤلاء
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٢٢٧ (الهامش).
(٢) للتوسّع في معرفة هذه الأُسر والبيوتات ، ودورهم العلمي في مدرسة الحلّة ، انظر : تاريخ الحلّة ٢ / ١٥ وما بعدها.