فسرعان ما عاد فقهاء الطائفة إلى الاعتماد على مرويّاته ، والتعبير عنه بما يليق ومكانته وزعامته العلمية والروحية التي تبوّأها في عصره»(١).
الفصل الثاني
الحوزة العلمية في الحلّة بعد وفاة ابن إدريس الحلّي
المبحث الأوّل : الأُسر والبيوتات العلمية في الحلّة ودورهم في ازدهار حوزتها العلمية :
توفّي الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي رحمهالله كما عن ولده (صالح) في يوم الجمعة وقت الظهر ١٨ شوّال (٥٩٨ هـ)(٢).
وبوفاته فقدت حوزة الحلّة العلمية علماً من علمائها ، وفقيهاً مجدّداً من فقهائها ، تاركاً وراءه ثروة علمية تمثّلت في موسوعة فقهية ، ومختصرات وتعليقات علمية.
وبوفاة ابن إدريس لم تنطفئ جذوة العلم في حوزة الحلّة العلمية ، ولم تصب حركة العلم والاجتهاد بالركود أو التوقّف ، وإنّما سارت سيراً حثيثاً متواصلاً متكاملاً.
__________________
(١) تاريخ المؤسّسة الدينية : ٧٧ ـ ٧٨.
(٢) تاريخ الحلّة ٢ / ٥٥.