فأبوبكر وعمر رجعا
عن القرآن إلى السنّة بعد أن كانا من الدعاة إلى الاكتفاء بالقرآن ، فأخذا يستدلاّن
بمثل حديث (نحن معاشر الأنبياء لا نورّث) بعد أن أعوزهم الدليل من القرآن.
في حين أنّ أبا بكر
كان قد نهى عن نقل أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ بعد وفاته(صلى الله
عليه وآله) ـ ، بدعوى أنّ الشعوب القادمة أشدُّ اختلافاً في تلك الأحاديث ، ملزماً
المسلمين بالرجوع إلى القرآن فقط.
فما عدا ممّا بدا يا
أبابكر ؟!
نعم إنّ السيّدة فاطمة
الزهراء عليهاالسلام ندّدت بسياسة القوم
ونهجهم غير المنطقيّ بقولها :
«وأنتم الآن تزعمون
أن لا إرث لنا ، أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ تَبْغُونَ ، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ
حُكْماً لِقَوْم يُوقِنُونَ أفلا تعلمون ؟ بلى قد تجلّى لكم كالشمس الضاحية أنّي ابنته.
أيّها المسلمون أأغلب على إرثي ؟! يا ابن أبي قحافة ! أفي كتاب الله ترث أباك ، ولا
أرث أبي ؟! (لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً). أفعلى عمد تركتم
كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول : (وَوَرِثَ
سُلَيْمَـانُ دَاوُدَ) ، وقال فيما اقتصّ
من خبر يحيى بن زكريّا عليهماالسلام إذ قال : (فَهَبْ
لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) ، وقال : (وأُولُوا الأَرْحَامِ
بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللهِ) ، وقال : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي
أَوْلاَدِكُم لِلْذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ) ، وقال : (إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) ، وزعمتم : أن لا حظوة لي ، ولا إرث من