أبي ، ولا رحم بيننا ! أفخصّكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ أم هل تقولون : إنّ أهل ملّتين لا يتوارثان ، أو لست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي ؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمّد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إذ تندمون و(لِكُلِّ نَبَأ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) (مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ)...
فأجابها أبوبكر بأنّه سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضّة ولا داراً ولا عقاراً وإنّما نورّث الكتاب والحكمة والعلم والنبوّة...
فقالت عليهاالسلام : سبحان الله ما كان أبي رسول الله عن كتاب الله صادفاً ولا لأحكامه مخالفاً ، بل كان يتّبع أثره ويقفو سوره...»(١).
هذا وإنّ الإمام عليّاً كان قبل ذلك قد أثبت لأبي بكر وعمر أنّهما لا يعلمان من القرآن شَيئاً ، فممّا قاله عليهالسلام لأبي بكر :
«يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟قال : لا.
قال الإمام عليهالسلام : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ثمّ ادّعيتُ أنا فيه ، من تسأل البيّنة ؟
قال : إيّاك أسال البيّنة.
__________________
(١) الاحتجاج ١ / ١٣٨ ـ ١٤٤.