بتاريخ جمع القرآن ، لكنّي أعتقد بأنّها جديرة بالبحث ومن صميم الموضوع ، وإنّا إن لم نفهم ملابساتها لم نفهم ملابسات أصول التشريع ، بل في اعتقادي أنّ مسائل الحديث والقرآن مترابطان إرتباطاً وثيقاً فلا يمكن إغفال أحدهما على حساب الآخر ، لأنّ القرآن يدعو إلى الأخذ بالسنّة ، وسنّة رسول الله تقول : إنّي مخلّفٌ فيكما كتاب الله وعترته ، ورسول الله يقول عن نفسه : ألا وإنّي قد أوتيت القرآن ومثله معه(١) كلّ ذلك يعني أنّ كلامه(صلى الله عليه وآله) يساوي القرآن وممّا يجب اتّباعه.
على أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان قد أخبر بأنّ رجلاً سيجلس على أريكته(صلى الله عليه وآله) من بعد وفاته يدعو المسلمين إلى ترك الأخذ بحديثه وسنّته قائلا : «بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدناه فيه من حلال استحللناه ومن حرام حرّمناه»(٢).
وفي آخر :
يأتيه الأمر ممّا أمرت به أو نهيت عنه فيقول : لا أدري ما وجدناه في كتاب الله اتبعناه(٣).
__________________
(١) مسند أحمد ٤ / ١٣٠ ح ١٧٢١٣ ، سنن أبي داوود ٤ / ٢٠٠ ح ٢٦٠٤ ، الكفاية للخطيب : ٢٣.
(٢) مسند أحمد ٤ / ١٣٢ / ح ١٧٢٣٣ ، سنن الترمذي ٥ / ٣٨ / ح ٢٦٦٤ ، سنن ابن ماجه ١ / ٦ / ح ١٢ ، سنن أبي داود ٤ / ٢٠٠ / ح ٤٦٠٤ ، سنن البيهقي ٩ / ٣٣١ / ح ١٩٢٥٢.
(٣) سنن ابن ماجة ١ / ٦ ح ١٣ ، المستدرك ١ / ١٩٠ ح ٣٦٨ ، الفقيه والمتفقّه ١ / ٨٨.