بالموجود من القرآن عنده وعند مؤيّديه ، كي لا يستسلم لما يدعوه الإمام إليه من الأخذ بمصحفه الذي فيه التنزيل والتأويل.
الثالثة عشر : إنّ السلطة اتّخذت القوّة لإرغام الإمام عليهالسلام على البيعة ، وذلك بعد إمهاله عدّة مرات ، فبايع كارهاً غير طائع.
وهنا عَلَيَّ أن أَلْفِتُ نظر القارئ إلى أنّ السلطة الحاكمة كانت تريد استغلال القرآن في نزاعها مع أهل البيت ، مقتصرة على التمسّك بالقرآن دون العترة ، وهو معنى قول عمر في رزيّة يوم الخميس : «حسبنا كتاب الله» ، ويؤيّده قوله الآنف : «أغنانا ما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه» وهذان النصّان يؤكّدان على أنّ عمر بن الخطّاب كان لا يقبل الرضوخ إلى حديث الثقلين(١) ، كما أنّه لا يرضى باستدلال الإمام عليّ عليهالسلام ؛ لأنّ الإمام كان قد قال : «فإن قبلتموه فاقبلوني معه أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله».
وفي المقابل كان عمر يريد أن يقول أنّ مشكلتنا لم تكن مع القرآن فها نحن قد جمعناه من جديد ، بل مشكلتنا هي مع خلافة العترة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فنحن لا نريدها ولا نرتضيها.
ومن المؤسف أنّ ترابط مسائل الإمامة والخلافة مع مسائل جمع القرآن مغفول عنه في مباحث الإمامة ، كما أنّها لم تبحث في تاريخ جمع القرآن حيث يرونها أموراً خارجة عن إطار البحث ، معتبرينها أموراً طائفية لا ترتبط
__________________
(١) لقوله لعليٍّ : انصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك.