الثلاثة الأولى ـ أعني المصحف المجرّد أو قل المصحف المنزل ـ ؛ لأنّ رسول الله كان قد مات يوم الإثنين ودفن يوم الأربعاء ، فقد جمع الإمام القرآن المنزل في ثلاثة أيّام ، لكنّه بعد ذلك خاف أنْ يفتتن الناس بعد دفن رسول الله(صلى الله عليه وآله) واجتماع السقيفة ، فبدأ بكتابة التنزيل والتأويل معاً ، وما سمعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) في شأن النزول ، أعني أنّه ألّف مصحفاً آخر وهو ما اصطلحنا عليه به ـ المصحف المفسّر ـ فالإمام جاء به المصحف المفسّر إلى المسجد فنادى بأعلى صوته :
«يا أيّها الناس إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله مشغولاً بغسله ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد ، فلم ينزل الله على رسوله آية إلاّ وقد جمعتها... وليست منه آية إلاّ وقد أقرانيها رسول الله وعلّمني تأويلها».
وبذلك يكون الإمام كان قد جمع التنزيل والتأويل معاً.
الحادية عشر : إنّ الإمام عليّ عليهالسلام قدّم مصحفه المفسّر للقوم كي يتمّ الحجّة عليهم ، وليقول لهم : لئلاّ تقولوا غداً : (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلِينَ). مع إطمينانه بأنّ المنزل يحفظه غالب الصحابة ولا حاجة لتقديم المحفوظ والمقروء عند الصحابة إليهم لتواتره عندهم ، فاكتفى بتقديم المفسّر وقد رفضوه.
الثانية عشر : إنّ قول عمر : «أغنانا ما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه» قد يفهم منه بأنّ جميع القرآن ليس عنده لقوله : «ما معنا من القرآن» ، فاكتفى