اليمن بلغ القوم الخبر ، فجمعوا له فصلّى بنا عليّ عليهالسلام الفجر ، فلمّا فرغ صفّنا صفّاً واحداً ثمّ تقدّم بين أيدينا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قرأ عليهم كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فأسلمت همدان(١) كلّها في يوم واحد ، فكتب بذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فلمّا قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكتاب خرّ ساجداً ثمّ جلس ، فقال : السلام على همدان(٢) ـ ثلاث مرّات ـ ثمّ بايع أهل اليمن على الإسلام(٣).
[٥٤] وبالإسناد عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبدالله ، قال : كان لأهل بدر مجالس يجلسونها لايشركهم فيها أحد ، وكان أوّلهم دخولاً وآخرهم خروجاً عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
[٥٥] وعنهم ، عن عبد الله بن الحرث ، عن عليّ عليهالسلام قال : وجعت وجعاً شديداً فأتيت النبيّ (صلى الله عليه وآله) فأنامني في مكانه وغطّاني بطرف ثوبه وقام يصلّي ، وصلّى ما شاء الله ثمّ أتاني فقال لي : يا ابن أبي طالب ، قد برأت لا بأس عليك، ما سألت ربّي عزّ وجلّ شيئاً إلاّ سألت لك مثله ، ولا سألت ربّي شيئاً إلاّ أعطانيه ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي(٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في المخطوط : (مهدان) أو (مهران) والمثبت عن المصدر. وهمدان قبيلة عربيّة.
(٢) المصدر السابق.
(٣) الإرشاد للمفيد : ٦١ ، المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٣٩٤ ، وعنه في بحار الأنوار ٢١ / ٣٦٠ و ٣٦٣ و ٣٨ / ٧١ ، تاريخ الطبري ٢ / ٣٨٩ ، الاستيعاب لابن عبد البرّ ٣ / ١١٢٠.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٤٤ / ٤٢٠ بسند آخر وتفاوت يسير.
(٥) العقد النضيد والدرّ الفريد : ٧٩ ، كتاب السنّة لابن أبي عاصم : ٥٨٢ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٥١ ، المعجم الأوسط للطبراني ٨ / ٤٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١٠.