أي يلاقي المصطفى(صلى الله عليه وآله) عليّا عليهالسلام يوم القيامة ويرى كلّ منهما الآخر. والحال أنّ لواء الحمد يرفع لعليّ عليهالسلام أو يرفع لمحمّد وهو بيد عليٍّ عليهالسلام وهذا ممّا يجب الاعتقاد به لورود أخبار متواترة بأنّ علّياً عليهالسلام صاحب لواء النبي(صلى الله عليه وآله) يوم القيامة.
ففي بعضها : أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة.
فقام إليه رجل من الأنصار ، فقال : فداك أبي وأمّي ، ومن هم؟
قال : أنا على دابّة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمّي حمزة على ناقتي العَضْباء(١) ، وأخي عليّ عليهالسلام على ناقة من نوق الجنّة وبيده لواء الحمد ، ينادي : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فيقول : الآدميّون : ما هذا إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش : يا معشر الآدميّين ، ليس هذا ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا الصدّيق الأكبر عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٢).
وفي بعضها : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ، ونادى مناد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) العضباء : مشقوقة الأذن ، وقيل : لم تكن ناقته(صلى الله عليه وآله) مشقوقة الأذن ، وقال بعضهم : إنّها كانت مشقوقة الأذن. وقال الزمخشري : منقول من قولهم : ناقة عضباء ، وهي القصيرة اليد. نهاية ابن الأثير ٣ / ٢٥١ ـ عضب ـ.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ٥٢ ح ١٨٩ ، كفاية الأثر : ١٠٠ ، أمالي الطوسي : ٣٤٥ ح ٥١ ، مناقب ابن شهرآشوب ٣ / ٣٠ ، مناقب الخوارزمي : ٢٩٥ ح ٢٨٦ ، كشف الغمّة ١ / ٨٨ ، كنز العمّال ١٣ / ١٥٣ ح ٣٦٤٧٨.