استخرجناها في تحقيقنا لزيارات هذا المزار ، التفتُّ إلى وجود معظم هذه الزيارات في ثلاثة كتب وتبيّن لي وجود علاقة وثيقة بين مزارنا هذا وهذه الكتب الثلاثة ومؤلّفيها ، كما أنّه مرّت علينا نصوص العلاّمة المجلسي في نقل زيارات مزار المفيد ؛ فإنّه كان يورد في كثير من المواضع أسماء ثلاثة من المشايخ بعد اسم المفيد وكتابه؛ وهم بالترتيب مع كتبهم :
١ ـ أبي عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي (ق ٦) وكتاب المزار.
٢ ـ السيّد علي ابن طاوس الحلّي (٦٦٤ هـ) ومصباح الزائر.
٣ ـ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي (٧٨٦ هـ) وكتاب المزار.
أمّا بالنسبة إلى المزار الكبير لابن المشهدي فكأنّه كان تحت يد مؤلّف مزارنا هذا ، وأورد عنه كثيراً في هذا المزار ، وليس الأمر بالعكس ؛ لأنّ الزيارات المروية في مزار ابن المشهدي مسندة في عدّة من المواضع بطريقه عن غير المفيد ، ورويت نفس هذه الزيارات في هذا المزار بشكل مرسل ، وهذا ممّا يرجّح الاستدلال بكون هذا المزار من مؤلّفات الشيعة من بعد القرن السادس الهجري ، وأمّا بالنسبة لابن طاوس والشهيد ونسبة كتابيهماإلى مزارنا هذا لابدّ لنا من تخصيص كلام مستقلّ عنهما في هذا المقال فدونكه :
بين المزارين المنسوبين إلى المفيد وابن طاوس؟!
يتطابق كتاب مصباح الزائر لابن طاوس (٦٦٤ هـ) ومزارنا في بعض النقولات ولم ترد في المزار الكبير لابن المشهدي ، فلذا نحن تصوّرنا ـ في